فوائد الصوم

زائر

وردَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : فِي لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ يَا رَبِّ مَا أَوَّلُ الْعِبَادَةِ ؟ قَالَ : أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ وَالصَّوْمُ . قَالَ : يَا رَبِّ وَمَا مِيرَاثُ الصَّوْمِ ؟ قَالَ يُورِثُ الحِكْمَةَ ، وَالحِكْمَةُ تُورِثُ الْمَعْرِفَةَ وَالْمَعْرِفَةُ تُورِثُ الْيَقِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَنَ الْعَبْدُ لا يُبَالِي كَيْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِيُسْرٍ ، وَإِذَا كَانَ العَبدُ فِي حَالَةِ الْمَوتِ يَقُومُ عَلَى رَأسِهِ مَلائِكَةٌ بِيَدِ كُلِّ مَلَكٍ كَأسٌ مِنْ مَاءِ الكَوثَرِ وَكَأسٌ مِنَ الْخَمْرِ ([1]) يَسْـقُونَ رُوحَهُ حَتَّى تَذْهَبَ سَكْرَتُهُ وَمَرَارَتُهُ وَيُبَشِّرُونَهُ بِالْبِشَارَةِ الْعُظْمَى وَيَقُولُونَ لَهُ طِبْتَ وَطَابَ مَثْوَاكَ ، إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى العَزِيزِ الكَرِيمِ الْحَبِيبِ القَرِيبِ ، فَتَطِيرُ الرُّوحُ مِنْ أَيدِي الْمَلائِكَةِ فَتَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَسْرَعَ مِنْ طَـرْفَةِ عَيْنٍ وَلا يَبْقَى حِجَابٌ وَلا سِتْرٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، .... وَاللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) إِلَيْهَا مُشْتَاقٌ وَيَجْلِسُ عَلَى عَيْنٍ عِنْدَ العَرْشِ ثُمَّ يُقَالُ لَهَا : كَيْفَ تَرَكْتِ الدُّنْيَا ؟
فَيَقُولُ : إِلَهِي وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لا عِلْمَ لِي بِالدُّنْيَا أَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنِي خَائِفٌ مِنْكَ.
فَيَقُولُ اللَّهُ : صَدَقْتَ عَبْدِي كُنْتَ بِجَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا وَرُوحُكَ مَعِي فَأَنتَ بِعَيْنِي سِرُّكَ وَعَلانِيَتُكَ ، .... سَلْ أُعْطِكَ ، وَتَمَنَّ عَلَيَّ فَأُكْرِمَكَ ، هَذِهِ جَنَّتِي مُبَاحٌ فَتَسَيَّحْ ( وتعني السياحة ) فِيهَا ، وَهَذَا جِوَارِي فَاسْكُنْهُ .
فَتَقُولُ الرُّوحُ : إِلَهِي عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ فَاسْتَغْنَيْتُ بِهَا عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَوْ كَانَ رِضَاكَ فِي أَنْ أُقَطَّعَ إِرْباً إِرْباً وَأُقْتَلَ سَبْعِينَ قَتْلَةً بِأَشَدِّ مَا يُقْتَلُ بِهِ النَّاسُ لَكَانَ رِضَاكَ أَحَبَّ إِلَيَّ . ... كَيْفَ أُعْجَبُ بِنَفْسِي وَأَنَا ذَلِيلٌ إِنْ لَمْ تُكْرِمْنِي ، وَأَنَا مَغْلُوبٌ إِنْ لَمْ تَنْصُرْنِي ، وَأَنَا ضَعِيفٌ إِنْ لَمْ تُقَوِّنِي ، وَأَنَا مَيِّتٌ إِنْ لَمْ تُحْيِنِي بِذِكْرِكَ ، وَلَوْلا سَتْرُكَ لافْتَضَحْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ عَصَيْتُكَ ، إِلَهِي كَيْفَ لا أَطْلُبُ رِضَاكَ وَقَدْ أَكْمَلْتَ عَقْلِي حَتَّى عَرَفْتُكَ وَعَرَفْتُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَالأَمْرَ مِنَ النَّهْيِ ، وَالْعِلْمَ مِنَ الْجَهْلِ ، وَالنُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ .
فَقَالَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لا أَحْجُبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَحِبَّائِي .
يا إخوتي وأخواتي الأعزاء ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك لا بُدَّ من التعرض لبعض الأمور التي تخص هذا الشهر المبارك ،
ومنها أهمية وفوائد الصوم ، فللصوم ِ فوائد على سبيل المثال لا الحصر ومنها :
1 – الفائدة الصحية :
فقد ورد عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : صُومُوا تَصِحُّوا .
إنَّ مما أثبتهُ علماء الطب الحديث في العالم الغربي الذي بأغلبيته الساحقة لا يؤمن بالإسلام أنَّ للصوم فوائد صحية عديدة تتعلق بالجهاز الهضمي بصورة خاصة ، وبالأخص ( بالمَعِدة ) التي تعتبر بيت الداء . ولا يسع المجال لنا الآن لذكر تلك الفوائد الصحية ، ويمكن لأي شخص الإطلاع عليها من خلال الأنترنت . فالقرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أشار الى ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة .
يقول الإمام الصَّادِقُ (عليه السلام) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) : الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، أَيْ سِتْرٌ مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا .
ولا يخفى على كل انسان عاقل ما نمر به من آفات الدنيا العديدة التي تتوالى علينا وعلى العالم كل يوم ، حيث الأمراض والأوبئة الخبيثة والعجيبة والخطرة والمميتة ومنها على سبيل المثال لاالحصر : ( جنون البقر ، وإنفلونزا الطيور ، وإنفلونزا الخنازير ، حيث تم إعلانهُ وبائاً عالمياً مميتاً (حفظنا الله وإياكم من تلك جميع الأمراض ) .
فالصومُ كما ورد في الحديث (جُنَّةٌ ) أي ، أنـَّهُ سِترٌ وحماية ٌمن تلك الأمراض والآفات ، فهو ( أي الصوم ) بمثابة التطعيم من تلك الأمراض ، وكما يقولون ( الوقاية ُ خيرٌ من العلاج ) .

2 – الفائدة الأخلاقية :
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ : (( يَا رَبِّ مَا أَوَّلُ العِبَادَةِ ؟ قَالَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ الصَّمْتُ ، وَالصَّومُ
قَالَ : يَا رَبِّ وَمَا مِيرَاثُ الصَّومِ ؟
قَالَ : يُورِثُ الحِكْمَةَ ، وَالحِكْمَةُ تُورِثُ الْمَعْرِفَةَ ، وَالْمَعْرِفَةُ تُورِثُ اليَقِينَ ، فَإِذَا اسْتَيْـقَنَ الْعَبْدُ لا يُبَالِي كَيْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِيُسْرٍ )) ............. الى آخر الحديث .
فالإنسان الصائم الحقيقي يرتقي ويتدرج أخلاقياً فيحصل على الحكمة ، وقد وصف القرآن الكريم الحكمة بقوله تعالى : (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )) . فالشخص الذي يشاء أن تأتيه الحكمة فإنه يصوم ، فهو يورث الحكمة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) . وبعد الحكمة تأتي المعرفة ، واليقين الذي هو أعلى تلك الدرجات وتكون ثمارَهُ أنَّ الْعَبْدُ لا يُبَالِي كَيْفَ أَصْبَحَ بِعُسْرٍ أَمْ بِيُسْرٍ . فإذا توّصلَ الانسان الى هذه الدرجة سيكون بعين الله ( سبحانه وتعالى ) .

3 – الـتـجارة الرابحة .
من الواضح أنَّ الدنيا عملٌ مقابل أجر ، فإن كانَ العملُ صالحاً فجزائهُ الحسنةُ بعشر أمثالها ، وإن كانَ غير صالحاً والعبدُ مقصرٌ في أداء واجبهُ الذي فرضه الله عليه فتكون السيئة جزائها العقاب.
فالصائم المطيع عقد صفقة تجارية مع الله (سبحانه وتعالى) أنـَّهُ إذا صبرَ لأجلهِ شهراً كاملاً وتحمَّـلَ العطش والجوع وَكبَتَ غرائزهُ فإنـَّهُ بقدر طاعتهِ سيحصل على الجزاء الإلهي وهو الجنة وهي الربح الأبدي الذي لا زوال لهُ ، فيا لها من تجارةٍ رابحةٍ ، فعلى كل إنسان عاقل أن يستغل تلك الصفقة التجارية التي لا تأتي إلا في كل عام مرة ً واحدة ً .
قال تعالى : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ )) .
كما وردَ عَنِ النَّبِيِّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ ( الرَّيَّانُ ) لا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلا الصَّائِمُونَ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ .
وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أُجْزَى بِهِ .

4 – الخلاص من العذاب الأخروي .

وهذه النقطة مرتبطة بالنقطة السابقة ارتباطاً مباشراً
عَنْ سَلامَةَ بْنِ قَيْصَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يَقُولُ : مَنْ صَامَ يَوْماً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرَماً .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَنْ صَامَ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ مَسِيرَ خَمْسِينَ عَاماً لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ .

وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ : قَالَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلا : (( الصِّيَامُ جُنَّةٌ يُسْجَنُ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ وَهُوَ لِي (يعني الصوم) وَأَنَا أُجْزَى بِهِ .
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة أرجوكم أن تتصوروا كيف سيجزي الله الصائم ، وهو جزيل العطاء والفضل العظيم ، وعطائُهُ وفضلهُ لا يقف عند حد.
قال تعالى : (( وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) .
وبعد ذكر هذه النقاط المهمة يجب التعرض لقضية مهمة جداً ، ففي هذه الأيام نجد الكثير الكثير من تاركي الصوم بدون عذر شرعي وحين نسألهم عن السبب يتحججون بحجج ٍ واهيةٍ لا تصمد أمام الدليل مثلاً يقلون : أنَّ الصيف حار جداً ولا نستطيع تحمل العطش ، وعندنا عمل فالصوم يتزاحم مع العمل فإذا صُمنا لا بُدَّ أن نترك العمل وإذا تركنا العمل كيف نعيش ؟ ، فتجده يُقدم الدنيا على الآخرة ، فلو كان تشريع الصوم فيه ضرر على الناس لما شرَّعَهُ الله (تبارك وتعالى) ، بالإضافة الى ذلك فقد ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) إستحباب الصيام في الأيام الحارة :
1 - عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ : سَبْعٌ مِنْ سَوَابِقِ الإِيمَانِ فَتَمَسَّكُوا بِهِنَّ ( ..... ، وَالصِّيَامُ فِي الْهَوَاجِرِ ، ........... ) يعني الأيام شديدة الحر .
2 - عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عليهم الصلاة والسلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) : الصَّوْمُ فِي الْحَرِّ جِهَادٌ .
3 - عَنِ الصَّادِقِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ : أَفْضَلُ الْجِهَادِ الصَّوْمُ فِي الْحَرِّ . لاحظ عزيزي الصائم صومك ليس جهاد فقط بل أفضل أنواع الجهاد .
4 - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ (عليه السلام) قَالَ : قَامَ أَبُو ذَرٍّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) عِنْدَ الكَعبَةِ فَقَالَ : أَنَا جُنْدَبُ بْنُ السَّكَنِ ، فَاكْتَنَفَهُ النَّاسُ فَقَالَ :لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَرَادَ سَفَراً اتَّخَذَ فِيهِ مِنَ الزَّادِ مَا يُصْلِحُهُ فَسَفَرُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَ مَا تُرِيدُونَ فِيهِ مَا يُصْلِحُكُمْ ؟
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرْشِدْنَا ؟ فَقَالَ : صُمْ يَوْماً شَدِيدَ الْحَرِّ لِلنُّشُورِ ، ...... )) الى آخر الحديث .
5 - وَمِنْ صِفَاتِ مَولانَا عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي لَيْلِهِ ، ... مَا ذَكَرَهُ نَوْفٌ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (( ......وَأَنَّهُ مَا فُرِشَ لَهُ فِرَاشٌ فِي لَيْلٍ قَطُّ ، وَلا أَكَلَ طَعَاماً فِي هَجِيرٍ قَطُّ )) . يعني كان يصوم الأيام شديدة الحر .
6 - عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ : حُبِّبَ إِلَيَّ الصَّوْمُ بِالصَّيْفِ ، وَقِرَى الضَّيْفِ ، وَالضَّرْبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ .
7 - وفِي حَدِيثِ وَفَاةِ مَرْيَمَ العذراء (عليها السلام) أَنَّ نبي الله عِيسَى (عليه السلام) نَادَاهَا بَعْدَ مَا دُفِنَتْ فَقَالَ : يَا أُمَّاهُ هَلْ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى الدُّنْيَا ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، لأُصَلِّيَ لِلَّهِ فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ ، وَأَصُومَ يَوْماً شَدِيدَ الْحَرِّ ، يَا بُنَيَّ فَإِنَّ الطَّرِيقَ مَخُوفٌ .
8 - قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عليهما السلام) : مِنْ سَوَابِقِ الأَعْمَالِ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ..... إِلَى أَنْ قَالَ : وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ ، وَالصَّوْمُ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ .
نكتفي بهذا القليل من الروايات .
أما القسم الآخر من تاركي الصوم يقول : أنا لا أستطيع أن أترك التدخين ولو ساعة واحدة ، وهو بذلك يُقدم شهواتهُ وملذاتهُ التي هي عبارة عن ( سُموم ) يُقدمها على الآخرة ويعصي الله بكل جُرأة ، ويا ليته يكتفي بذلك بل تجده يُدخن في الشارع متجاهراً بعصيانه لله ( تبارك وتعالى ) فلا يحترم شهر الله ولا يحترم المسلمين ، فهل هذا الشخص يعتبر مسلماً ومحسوباً على المسلمين ؟؟!!
وعندما يموت في حادث أو انفجار تجد لافتة تعزية مكتوب عليها عبارة ( الشهيد السعيد المظلوم .... ) ولكن هو في الحقيقة ظالمٌ وتعيسٌ وليسَ بشهيد .. ..نقول ذلك مع شديد الأسف ، لماذا ؟
لأن َّ العراق أرض الأوصياء وشعب الأنبياء ( عليهم السلام ) فلا يجدر بشبابه ِ أن يتركوا واجبات الله تعالى التي فرضها على المسلمين ومنها الصوم .
أما المطاعم المفتوحة علنا ً فحدِثْ ولا حرج ، فكل هذه الإنتهاكات لشهر رمضان والاستخفاف بهِ وبحرمتهِ ، والإستخفاف بعواطف الصائمين لا نجدها إلا في العراق مع شديد الأسف ، فجميع الدول الإسلامية تُغلق المطاعم وتمنع التجاهر بالإفطار والتدخين في الشوارع ، فتجد عندهم (شهر رمضان) لهُ هيبة وإن كانت الحكومة غير ملتزمة دينياً ، فنقول للحكومة العراقية التي تدّعي الإنتماء لأهل البيت (عليهم السلام) أينَ أنتم من تلك الحكومات ؟ !! . أم تقولون كما قالَ أحد المعممين المنتسبين الى المذهب (( لا نـُريد إسلاماً متزمتا ً )) . ألم يقرأ أو يسمع قول الله (عز وجل ) : (( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)).
يا أخوتي ويا أحبتي لقد وضع الله (جلت قدرته) جزاءاً للصائم وجزاءاً لتارك الصوم بدون عذر شرعي ، وكما أشرنا سابقاً أنَّ للصائم ِ فوائدٌ في الدنيا مثل الفوائد الصحية ، والأخلاقية ، وغيرها. وفي الآخرة الجنة والخلاص من العذاب فقد ورد عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ ( الرَّيَّانُ ) لا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلا الصَّائِمُونَ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ .
وعَنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كُلُّ عَمَلٍ لِبَنِي آدَمَ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أُجْزَى بِهِ ، يَتْرُكُ الطَّعَامَ بِشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِي ، هُوَ لِي وَأَنَا أُجْزَى بِهِ ، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ بِشَهْوَتِهِ لأَجْلِي ، هُوَ لِي وَأَنَا أُجْزَى بِهِ ، لَخُلُوفُ ([2]) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ .
وعَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى مَلائِكَةً بِالدُّعَاءِ لِلصَّائِمِينَ .
أما تارك الصوم فسوف يخسر الفائدة الدنيوية والأخروية .
كيف يخسر ؟ كما أشرنا سابقاً قد يصيبهُ وباء مميت فيقضي على حياته أو يجعله صريع الفراش مثل (مرض السرطان) الذي هو عبارة عن موت وعذاب مؤقت ، كفانا الله وإياكم شره .
أما عن خسران تارك الصوم لثواب الآخرة فقد ورد في الحديث :
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ( رض ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) لَيُدْخِلُ قَوماً الْجَنَّةَ فَيُعْطِيهِمْ حَتَّى يَمَلُّوا ، وَفَوْقَهُمْ قَوْمٌ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فَإِذَا نَظَرُوا إِلَيْهِمْ عَرَفُوهُمْ فَيَقُولُونَ ([3] ) : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كُنَّا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنَا ؟
فَيُقَالُ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَجُوعُونَ حِينَ تَشْبَعُونَ ، وَيَظْمَئُونَ حِينَ تَرْوَوْنَ ، وَيَقُومُونَ حِينَ تَنَامُونَ ، وَيَشْخَصُونَ حِينَ تُحْفَظُونَ .

5 - ومن فوائد الصوم أنَّهُ يُخلصنا من الشيطان الرجيم الذي يوسوس للناس ويسبب لهم المشاكل
سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَا الَّذِي يُبَاعِدُ الشَّيْطَانَ مِنَّا ؟
قَالَ : الصَّوْمُ لِلَّهِ ، يُسَوِّدُ وَجْهَهُ ، ..........

وخاتمة الخطبة أذكر لكم كرامة ً وخصوصية ً أعطاها الله (سبحانه وتعالى) للصائم وهي إستجابة الدعاء الذي يُعتبر سلاح المؤمن ، وما أحوجنا لهذا السلاح في هذا العصر لكثرة الفتن والمحن والظروف السيئة التي تتوالى على شعبنا العراقي العزيز بصورة خاصة والعالم الإسلامي بصورة عامة وهذه جملة من الأحاديث :
1 - قَالَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ ، الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ......... )
2 - وعَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) قَالَ : دَعْوَةُ الصَّائِمِ تُسْتَجَابُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ .
3 - وَقَالَ (عليه السلام) لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ لا تُرَدُّ .
فيا أيها المؤمنون ، والسامعون ، ارفعوا أيديكم بالدعاء الى العلي القدير :
اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ ، اللَّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ ، اللَّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جَائِعٍ ، اللَّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيَانٍ ، اللَّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ ، اللَّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ ، اللَّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فَاسِدٍ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنَا بِغِنَاكَ ، اللَّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حَالِنَا بِحُسْنِ حَالِكَ ، اللَّهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .
وصلِّ يا ربِّ على محمدٍ وآل محمدٍ وعجّل فرجَ قائم آل محمد .

( [1] ) طبعاً ليس الخمر المسكر الذي في الدنيا والعياذ بالله .

[2] ) يعني به رائحة فم الصائم .

[3] ) الذين يتركون الصوم بدون عذر شرعي

اسالكم الدعاء

موضوع: رد: فوائد الصوم 2011-07-15, 22:07

مــــوضوع قمــــه في الرووووووعهـ ...
الصــــوم له فوآئد كثيرهـ ..
ومنـــآفع الصوم مفيدهـ في آلدنيآ والآخرهـ ...
يعطيك ألف ألف عـــآفيه على الطرح الاكثر من رآئع ..
لآخلآ ولآعدم يآرب ..
ننتظر جديدك بكـــل شوووق ..
دمتً بود وفي حفظ الرحمن ..
آسعد الله قلبكـ وآنآر دربكـ ..
لكـ بآقة ورد عطرهـ لروحكـ الطآهرهـ ..

» :: فوائد الفواكه في كل يوم ::
» فوائد عصير الرمان
» فوائد الدراسه مع البنات